عن المؤسس

أحمد محمد بغلف

نشأته

ولد الشيخ أحمد محمد بغلف يرحمه الله الذي يعد أحد أعيان عائلة بغلف في قرية خسوفر بوادي دوعن . وقد أنجبت هذه القرية أحد رواد العمل الخيري صاحب الأيادي البيضاء والعطاء الجزيل. بدأ العلم في حضرموت بقريته خسوفر في وادي دوعن و تتلمذ على يد شيوخ هذه القرية و قد شهدو له بالنبوغ والفصاحة ، وكان وراء أحمد بغلف تلك الأم العظيمة التي وهبته بفضل الله دروس الحياة الأولى . ونتيجة للظروف المعيشية التي عانت منها حضرموت في تلك الفترة كانت الهجرة هي الملاذ لأبناء هذا الوادي لتحسين حياتهم المعيشية، إن المطلع على أخبار الحضارم يجد أن الهجرة ارتبطت بحياتهم منذ قديم الزمان فهاجروا إلى شمال أفريقيا وإلى الهند والشرق الأقصى والقرن الأفريقي وأخيراً إلى الحجاز ( السعودية ) . فكان الشيخ أحمد بغلف من بين من هاجر وهو في سن مبكر من حياته , وبدأ حياته العملية فأول عمل له عمل في أحد البيوت بمكة المكرمة بأربعة قروش يومياً فكان يدخر قرشين ويصرف القرشين الآخرين . والى جانب العمل بمكة المكرمة قد أتخذ من الحرم الشريف ملاذاً للإيمان وعلم الروح، فامتلك بذلك علوم الدنيا والآخرة فكان ناجحاً في حياته الدنيا وناجحاً في طريقه إلى الآخرة

العمل في الخير

إن الشيخ أحمد بغلف عليه رحمة الله أحد الرجال الرواد الذي له سياسته الخيرية ومجالات عطائه كثيرة جداً فكان يعمل في صمت وينجح في صمت ويتبرع في صمت ويشيد المشاريع الخيرية والتنموية من دون أن يطلب الشهرة الإعلامية والمديح لأن غايته إبتغاء ما عند الله. بالاضافة الى العديد من إسهامات ومشاريع الشيخ أحمد بغلف الكثيرة في جميع مجالات الحياة سواءاً كان في مشاريع المياه، ومساعدة الارامل والمطلقات، ونشر العلم وبشكل خاص العلم الشرعي، وبناء المساجد وصيانتها، وعلاج المرضى وغيره من أوجه الخير الكثيره. فكان أباً للخير وأباً للفقراء فكم كان سعيداً كلما أنجز مشروعاً ورأى البسمة على وجوه الناس، إن هذه البسمة تساوي عنده المليارات وكل كنوز الدنيا، وعندما يرى الدمعة في عيون الفقراء والبؤساء تثير فيه الشفقة، لذلك يسعى جاهداً أن يحول الدمعة إلى بسمة التي تجعله يسعد بسعادة الأخرين.

وفاته

في آخر أيامه أوصى أن يدفن في مكة فقال : اجعلوا جسدي وأضلعي في نبض مكة وترابها لأنه أحب البقاع الشريفة من بداية حياته فاستجاب الله وصيته ودعوته فكانت وفاته يوم الحج الأعظم عام 1411هـ عن عمر ناهز 63 عاماً، حيث كان قد أكمل الحج وفي أيام التشريق شعر بالتعب ونقل للمستشفى وتوفاه الله وقتها، فتحولت جنازته إلى صلاة جماعية قام بأدائها أكثر من مليوني حاج فتغمد الله فقيدنا بالرحمة والمغفرة وأسكنه أعلى درجات الجنة وصدق الله القائل: (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )).